عمر شكري صيدلي ورائد
أعمال، أثناء دراسته للدكتوراه بجامعة جنيف في سويسرا في 2014 لاحظ حجم المعاناة
التي يواجهها الباحثون والعلماء في مجال البحث العلمي في مصر بسبب وجود فجوة كبرى
بين ما يهدفون إلى تحقيقه في أبحاثهم، وبين إمكانات البحث العلمي الضعيفة المتاحة
لهم، وهو ما يعيقهم عن مجاراة التطور الذي يشهده مجال البحث العلمي في الخارج
ويؤدي بالتبعية إلى تثبيطهم عن الإبداع والابتكار في النهاية، وكان ذلك سبب في
تفكيره في شركة" نواة".
خبرة
وكان عمر معيدا
بالجامعة الألمانية بالقاهرة قبل انتقاله لألمانيا لتطوير أبحاث وعمله هناك في
شركة دواء صغيرة كانت هي بداية تعارفه على ريادة الأعمال، حيث كانوا يصنعون مكونات
صغيرة يبيعونها لاحقا إلى شركات الدواء الكبرى، انتقل بعدها شكري إلى سويسرا حيث
حصل على الدكتوراه في تخصص تكنولوجيا الصيدلة وأخيرا لندن حيث درس ماجيستير إدارة
الأعمال.
ففي 2015، بدأ شكري
بتأسيس شركة "نواة العلمية" (Nawah-Scientific) التي تُعد أول مركز بحثي مصري
خاص متعدد التخصصات، يعمل على توفير خدمات البحث العلمي وتمكين العلماء والباحثين
المصريين العاملين في مجالات العلوم الطبيعية والطبية من اللحاق بقطار البحث
العلمي في الخارج، عبر تزويدهم بأحدث المعدات والأجهزة والتقنيات العلمية
والتدريبات والدروس والشروحات العملية ذات الصلة.
بدأت الشركة
باستثمارات وصل حجمها إلى 2,5 مليون دولار من 34 مستثمر وحققت في السنة الثانية
معدل نمو بلغ 420% وهو ما يثبت أن هناك سوقا كبيرا للعلوم في مصر لكنه لم يستغل
بعد.
منصة علمية
وتوفر شركة
"نواة" للبحث العلمي منصة علمية تخدم أكثر من 100 ألف باحث وعالم مصري،
يمكنهم إجراء البحوث المعمقة وتحليل العينات البحثية الخاصة بهم بواسطة أحدث
الأجهزة العلمية غير المتاحة في الجامعات المصرية في أقل وقت ممكن، والحصول على
نتائج العينات البحثية من خلال الموقع الإلكتروني على الإنترنت، كما تقدم العديد
من الدورات والتدريبات العملية ذات المستويات المختلفة، بداية من الدورات العملية
التي تناسب طلاب التخصصات العلمية، وصولا إلى التدريبات المتقدمة المناسبة
للباحثين والعلماء.
إمكانيات
ورأى شكري أن قطاع
الطب الحيوي في مصر يفتقر لإمكانيات تطوير هذه الأبحاث من معدات وأجهزة فالمراكز
الطبية التي لديها أجهزة متقدمة محدودة وغالبا ما يتم إرسال العينات إلى الخارج
لتحليلها، رغم وجود المهارات البشرية المدربة وصاحبة الكفاءة العالية، وهناك حاجة
للتحكيم المستقل من قبل طرف ثالث يربط بين الباحث والمستثمر، ونواة ستكون هذا
الوسيط الذي يدعو المستثمرين لتطوير مكونات صغيرة باستثمارات كبيرة وعائد أكبر، فالاستثمار
في مجال التكنولوجيا الحيوية يحفه المخاطر لكن لو نجح فأرباحه ستكون ضخمة، ويشير
إلى الحاضنات العلمية في ألمانيا وسويسرا التي ساهمت بشكل كبير في تحويل العديد من
الاختراعات إلى شركات صغيرة ومتوسطة.
من هنا، يطمح شكري
لأن تغير نواة شكل البحث العلمي في مصر تدريجيا عبر تقديم خدمة أو منتج جديد كل
سنة إلى السوق وإحداث فارق ملموس، وتستقبل “نواة” الباحثين أصحاب الأفكار التي
يرون فيها فرصا تجارية ممكنة للاحتضان والتمويل ودراسة السوق ووضع خطة عمل
والاختبار المعملي.
أحدث الأجهزة
العلمية
وتقوم الشركة على
استيراد أحدث الأجهزة العلمية غير الموجودة بالجامعات المصرية أو غير المتاحة بشكل
كافٍ وتثبيتها وتشغيلها بمعامل، ومن ثم تستخدم الشركة هذه البنية التحتية العلمية
المتقدمة للقيام بالأنشطة، أهمها تحليل العينات العلمية للغير حيث توفر الشركة
للباحثين خدمة تحليل عيناتهم البحثية على أجهزتها المتقدمة نظير مبلغ مالي،
ولتحقيق التميز تتبنى الشركة نموذج عمل متقدماً يسمح لها بأن تقدم خدماتها إلى
جميع أنحاء الجمهورية، وذلك عبر منصة إلكترونية حيث يستطيع الباحث في أي مدينة
الدخول على موقع الشركة ويختار التحاليل المطلوبة، ويقوم باختيار خدمة تسلم
العينات من العميل، فينتقل الأمر أوتوماتيكياً إلى شركة «أرامكس» للشحن ويقوم
مندوب الشركة بتسلم العينات وإحضارها إلى معامل «نواة» بالمقطم، بعد ذلك يقوم
الفريق بإجراء التحاليل المطلوبة ورفع النتائج إلى الحساب الإلكترونى للباحث على
منصة نواة الإلكترونية.
جوائز
وحصلت شركة
"نواة" للأبحاث العلمية على العديد من الجوائز القيّمة في مجال ريادة
الأعمال، منها الجائزة الكبرى في قمة مؤتمر "رايز أب" (RiseUp) لعام 2017 بعد منافسة
مع أكثر من 150 شركة ناشئة في مصر والشرق الأوسط، إضافة إلى جائزة المركز الأول في
مسابقة "حديث المصعد" (elevator
pitch) التي أُقيمت لرواد الأعمال الشباب في القارة الأفريقية بمناسبة
مؤتمر القمة الأفريقية بشرم الشيخ في 2017.
كما حصل عمر شكري على
المركز الثاني في أكبر مسابقة لرواد الأعمال في أفريقيا، والتي نظمتها مؤسسة جاك
ما الخيرية وأشرف على تحكيمها الملياردير الصيني جاك مع كوكبة من رجال الأعمال
العالميين، وذلك وسط منافسة بين أكثر من 10 آلاف شركة ناشئة.
تعليقات
إرسال تعليق