د. إنجي أبو الورد
طبيبة الأسنان أرادت أن تمارس شغفها، فأطلقت مشروعها "Angy's Gallery"، حيث تقوم
بتصنيع العرائس من الورق والتماثيل الإفريقية، وهي الهواية التي تعشقها منذ صغرها،
كما تمارسها بجانب الطب، وقد أبهرت الكثيرين بأعمالها..
شغف
كان لدى إنجي شغفا
بتصميم العرائس والأعمال اليدوية والرسم منذ أن كانت صغيرة، وفي نفس الوقت كانت
متفوقة في دراستها، ولذلك التحقت بكلية طب الأسنان، وبعد التخرج مارست مهنة الطب،
ولكنها لم تنس حبها للعرائس، وعندما سافرت إلى الإسكندرية مع والديّها زاد شغفها
بالتحف والتماثيل الإفريقية بجانب الأعمال اليدوية.
صدفة
ولعبت الصدفة في
ممارسة إنجي لهذا الشغف بشكل احترافي، وذلك عندما كان لديها صديقة نيجيرية موجودة
في مصر، وأرادت العودة إلى بلادها، وقررت إنجي أن تمنح صديقتها هدية لا تنساها،
ولذلك نحتت لها إنجي تمثال لسيدة أفريقية كان متقنا جدا بشكل احترافي، وأبهر
صديقتها النيجيرية، ومن هنا قررت إنجي أن تستكمل طريقها مع هذه الأعمال.
تشجيع
أسرة إنجي وأصدقائها
فوجئوا بأعمالها المتقنة، حيث أكدوا لها أنهم لا يصدقون أنها من قامت بذلك، حيث
إنها كان معروف عنها أنها تجيد الرسم فقط، وبدأوا يشجعونها على استكمال طريقها مع
هذه الأعمال، وكانت ترى في ذلك دعما وتشجيعا، حيث تؤكد أن تشجيع الأصدقاء كان هو
المحفز الأساسي، لأن تتحول إلى الأعمال اليدوية، دون أن يكون في حسبانها، لتمنحها
التجربة الجديدة أفكارا أيضا جديدة، ولم يمر وقت طويل حتى أصبح الأمر ليس مجرد
هواية، بل مشروع خاص، تسعى لإنجاحه.
وبدأت العروض تنهال
على إنجي، من أصدقائها وعائلتها، لصنع تحف وتماثيل أفريقية، فقررت إنشاء صفحتها
الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي" فيسبوك" و" إنستجرام"
للتسويق لأعمالها، وعندما نشرت صورة أحد أعمالها تلقت أكثر من 1600 إعجاب، مما
دفعها لعرض المزيد والترويج لأعمالها.
ولكن الأمر لم يخلو
من بعض الإحباط، عندما كانت ترى بعض التعليقات السلبية والهجوم من البعض، مثلما قال
لها أحد الأشخاص" حد يعمل تماثيل سوداء"، ومن أكد لها أن صناعة التماثيل
حرام، ولكنها لم تتوقف عند هذه التعليقات، بالرغم من إصابتها بالإحباط بعض الوقت،
إلا أنها تجاوزت ذلك واستمرت في طريقها.
مغامرة
وجدت إنجي أن ما قامت
به كان مغامرة بالنسبة لها، ولكنها مغامرة ممتعة، وخصوصا أنها تمارس ما تحب، وكان
أول عرض شراء حصلت عليه إنجي، من إحدى صديقاتها، التي طلبت منها أن تصنع 3 تحف
لتحتفظ بها.
وتحاول إنجي استخدام
خامات بسيطة، حتى لا تزيد أسعار المنتجات التي تعرضها للبيع، فتستخدم في صنع التحف
والتماثيل، خشب يساعد على تماسك التمثال، والورق المضغوط، وألوان، ويستغرق إنتاج
تمثال واحد يومين في المتوسط.
وعن اختيارها لهذه الخامات
فإن استخدام الخشب مع الورق المضغوط هو نوع من إعادة التدوير لورق الجرائد التي
أضافتها للخامات الأساسية مع الإضافات الأخرى، لكي يخرج منه شيء مبهج وفى نفس
الوقت لا تتعرض للكسر.
* التوازن مع الطب
ولكن هذا الشغف لم
يجعل إنجي تبتعد عن طب الأسنان، حيث إنها مازالت تمارس مهنة الطب، ولكن التحدي
الأكبر لها هو تحدي الوقت، فمع تزايد ضغوط العمل كطبيبة أسنان، وزيادة الطلبات
التي تحصل عليها، أصبحت لا تملك الوقت لتوفير الطلبات، ولكنها تحاول دائما أن تحقق
التوازن بين عملها كطبيبة وكفنانة.
تعليقات
إرسال تعليق