التخطي إلى المحتوى الرئيسي

5 أشياء تجعل الشركات متميزة عن غيرها


- أعظم المشروعات الصغيرة نجاحا تضع أهدافا واضحة ومحددة وكبيرة





ما الذي يجعل الشركات المتميزة فعلا مختلفة عن الشركات الأخرى؟.. هذا ما سعى للإجابة عنه" جيمس سي. كولينز" و" جيري آي. بوراس" في كتابهما " Built to last".. ووجدا أن أفضل المشروعات التجارية يتم تأسيسها بدافع التصور.. فكل شركة ضخمة أو ضمن أغنى الشركات أو لها اسم تجاري مشهور بدأت كمشروع صغير، ولكن بإتباع التصور الخاص بها، كان بمقدورها النمو وتخطي جذورها الصغيرة وأصبحت شيئا متميزا..

 

- المشروع هو المهم

لكي تمتلك مشروعا ناجحا فلا يجب أن تكون عبقريا، ولا يجب أن نخترع أفضل الأشياء، ولا يجب أن تبدأ بفكرة عبقرية، فقد بدأ متجر" وول مارت" كمتجر لبيع المنتجات الرخيصة في أركنساس، وقد صرح مؤسسه" سام والتون" لصحيفة نيويورك تايمز قائلا" لم يكن لديّ تصور للمدى الذي ينبغي أن أبدأ منه، ولكن كانت لديّ ثقة دائما بأنه ما دمنا نؤدي عملنا بشكل جيد ونحسن معاملة عملائنا، فلن تكون هناك حدود"، وقد كانت فكرته العظيمة هي أن يؤسس سلسلة من المتاجر في الريف الذي لا يمكن الوصول إليه إلا بعض الوقت، ويضيف قائلا" مثل معظم النجاحات التي تحققت بين عشية وضحاها، استغرق" وول مارت" حوالي عشرين عاما في التأسيس.

 



- البداية البطيئة

 

ولا بأس بالبدايات البطيئة، فقد واجهت الطائرة الأولى لـ" بيل بيونج" فشلا ذريعا لدرجة أن شركته كانت تبيع أثاثها لعدة سنوات، وخسرت شركة" مايكروسوفت" أموالها في أول عامين لها، كما أفلست شركة والت ديزي قبل إنتاجها لفيلم Steamboat Willie.

إذن فإن لم تكن هناك الفكرة العبقرية التي تدير محركاتهم، فما الذي يدعم مشروعاتهم الصغيرة في أعوامها الأولى؟ إنه الحلم، المشروع نفسه، وكما يقول " كولينز" و" بوراس" في كتابهما" Built to last" ( لا تستسلم أبدا.. كن مستعدا للقتال أو الفحص أو تطوير فكرة ما.. ولكن لا تستسلم مطلقا)، وقد ذكرا شركة HP كمثال رائع ، فيقولان( لقد ظل" بيل هيويت" و" ديف باركارد" في التجربة والإصرار والمحاولة والاختبار حتى توصلا إلى طريقة لبناء شركة مبتكرة تعبر عن قيمهما الجوهرية".

فليست فكرتك العبقرية هي التي ستدعم مشروعك، ولكن مشروعك العظيم هو الذي سيدعم فكرتك، فالمشروع هو المهم، ومن الممكن معالجة البداية البطيئة طالما كان الأساس قوي، فإن أية مؤسسة متطلعة للمستقبل تبتكر منتجات وأرباحا مستقبلية وليست متقهقرة.

 


- المعتقدات القوية

يجب أن تكون لديك معتقدات قوية، وإذا لم تكن كذلك، فإن النقد أو المجهول أو الرفض سيوقفك، ولذا فإننا نعرف أنك مثالي، ومن ثم فإن الحيلة لدعم نجاح مشروعك هي أن تحول تلك المثالية إلى مجموعة من قيم المشروع الأساسية، فإن أفضل المشروعات الصغيرة لديها قيم أساسية تعيش من خلالها، وهذه القيم توجه المالكين والموظفين في أنشطتهم اليومية.

فالشركات العظيمة تقدّر القيم، فهي ليست مشاريع تم تأسيسها لجني الدولارات، ففي عام 1960 أعطى" ديفيد باركاد" من شركة HP محاضرة لمجموعة من الموظفين جاء فيها" إنني أريد مناقشة السبب وراء تأسيس أية شركة في المقام الأول، حيث يفترض معظم الناس خطأ أنه يتم تأسيس أية شركة لجني المال، وعندما نتحقق من ذلك فإننا لابد أن نتوصل إلى الاستنتاج بأن أية مجموعة من الأشخاص تجتمع معا ويكونون مؤسسة نطلق عليها اسم شركة حتى يتمكنوا من إنجاز شيء بشكل جماعي لم يكن لينجزوه وهم منفصلون، إنهم يقدمون إسهامات للمجتمع.

لذلك لابد أن يحدد كل مشروع صغير لنفسه قيمه الأساسية الخاصة به، وينبغي أن تكون تلك القيم بسيطة ومرشدة يمكن البناء عليها، فأنت لست بحاجة لوجود سبب لها أو تبريرها، فإنها قيمك الأساسية الخاصة بك، فحددها وطبقها في حياتك.

وهناك ترابط لهذا وهو أن مشروعك الصغير المتطلع للمستقبل ينبغي أن يوظف الأشخاص الذين يستطيعون الاستفادة من تلك القيم، تناقش حول هذا في مقابلات العمل، ولكي تعني القيم الحقيقة شيئا، فإنه لابد أن يتم تطبيقها في الحياة، وإذا لم يرغب أي موظف في أن يتخذها منهجا له ينبغي أن يتم الاستغناء عنه على الفور.

 

- فكر في أهداف كبيرة

إن أعظم المشروعات الصغيرة نجاحا تضع أهدافا واضحة ومحددة وكبيرة، وعندئذ تنظم نفسها لتحقيقها، ويعمل الهدف بمثابة نقطة مركزية لجهود المهتمين به، فعندما رأت" روث هاندلر" أن شركتها الصغيرة للعب الأطفال سوف تصنع دمية أطفال تشبه المرأة الكبيرة وليست الطفلة الصغيرة، حيث ارتقت جميع دمى الفتيات إلى تلك النقطة، كان الهدف ضخما، وكان على الشركة أن تبتكر عمليات جديدة لتصنيع الدمية، واستغرق الأمر منها ثماني سنوات، وقد غيّر هذا من مسار مشروعها تماما، ولكن مشروعها" ماتيل" واختراعها" باربي" أحدثا نقلة لصناعة معينة ينبغي أن تحدد مستوى ارتفاع توقعاتك، لنفسك وفريق عملك ولمشروعك نفسه، ومن الممكن أن يحقق أي هدف عظيم المتعة للجميع.

 


- التجربة

قبل ابتكار منتج" توبر وير" قام " إيرل توبر" بتصنيع مجموعة متنوعة من المنتجات غير المعمرة، كإبر الخياطة وماكينة تقشير البض، والمرايا المضغوطة ومناخل الدقيق، وقد استمر في التجربة إلى أن ابتكر في النهاية منتجا نجح في الأسواق، وهذا ينطبق على معظم المشروعات الصغيرة الناجحة، فإن التصورات العظيمة والخطط المحكمة شيء رائع، ولكنها في الغالب تتطلب المحاولة والخطأ ومجموعة كبيرة من التجارب قبل تحقيق النجاح الباهر.

فالفشل لابد أن يحدث، ولكن يجب عليك أن تواظب على التجربة باستمرار حتى تتعرف على الخطط الفاشلة من الناجحة، وقد ورد على لسان" آر. دبليو. جونسون الابن" من شركة" جونسون آند جونسون" مقولة شهيرة وهي" إن الفشل هو أهم منتج لدينا"، فهو يعرف أن الفشل لا يعني أن شركته قد تتعلم شيئا جديدا وحسب، ولكنه أيضا قد يدفع بها إلى الاتجاه الصحيح، وإذا استمررت في التجربة ومحاولة أشياء جديدة، فإن الفرص لابد أن تكشف لك عن نفسها في النهاية


المصدر

كتاب" المرشد الكامل للمشروعات الصغيرة" تأليف: ستيفن دي. شتراوس

 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

"Greek Campus".. ملتقى رواد الأعمال والشركات الناشئة

  جريك كامبس أو الحرم اليوناني هو أول حديقة للتكنولوجيا والابتكار والمساحات المكتبية في القاهرة، وقام رائد الأعمال والمستثمر أحمد الألفي بوضع مفهوم ورؤية هذا الحرم، والذي يُعتبر بمثابة ملتقى لجميع رجال الأعمال والتكنولوجيين والمتحمسين والمبدعين لعرض أفكارهم والعمل معًا، وهي فكرة منتشرة عالميا. ويتمتع الحرم اليوناني بموقع مركزي في وسط القاهرة، ويتكون المشروع من خمسة مبان للمكاتب، مع مساحة تبلغ 25 ألف متر مربع، وتقدم مساحات المكاتب المفتوحة، التي تتراوح مساحتها ما بين 60 مترًا مربعًا و1400 مترًا مربعًا للإيجار، ويمكن التحكم بالمساحة عبر وضع الجدران الزجاجية المتنقلة، ويوجد أيضا غرف ومساحات اجتماعات ومركز الطباعة، وصالة ألعاب رياضية ومطاعم. وكان هذا المبنى تابعا للجامعة الأمريكية ولكنها وقعت عقد إيجار مدته عشر سنوات مع شركة   Tahrir Alley Technology Park TATP ، لإدارة حرم الجامعة، مع احتفاظ الجامعة بحقوق الملكية كاملة، وأبقت على اسم الحرم اليوناني للمبنى. وقد رأت الشركة أن التكنولوجيا والإبداع هم عمود البناء لمصر القادمة حتى تواكب ركب الدول المتقدمة، وقد اتجه الكثير إلى الت...

كيف يعمل تطبيق "SMFmed" المجاني على حل مشاكل الملفات الطبية؟

نقص التكامل بين المريض والطبيب وشركات التأمين، وضعف حفظ ومشاركة الملفات الطبية، وبطء وتعقيد الموافقات التأمينية؛ هي الأسباب التي دفعت رائد الأعمال أحمد خضير إلى التفكير في حلول مبتكرة لهذه المشكلة، ولذلك أطلق تطبيق "SMFmed"، والذي يهدف إلى حفظ الملفات الطبية ومشاركتها مع الطبيب واستلام تعليقات منه عليها، والاحتفاظ بها عن طريق QR، ويمكنك تجربة التطبيق مجانا. تطبيق صحي شامل تخرج أحمد خضير من كلية الهندسة قسم حاسبات بتقدير امتياز دفعة 2005، ولديه خبرة في البرمجة وتطوير التطبيقات بخبرة قوية في بناء حلول تقنية معقدة باستخدام Flutter وFirebase وLaravel. ويقول خضير: تطبيق SMFmed هو تطبيق صحي شامل يتيح للمستخدم حفظ ملفاته الطبية (تحاليل، أشعة، تقارير، روشتات) بشكل آمن، ومشاركة ملفاته مع الأطباء بسهولة عبر QR أو رابط مؤمن، والسبب في التفكير في هذه الفكرة أننا لاحظنا أن المرضى في مصر والمنطقة يحتفظون بملفاتهم الطبية بشكل فوضوي، وصعب يشاركوها أو يعودون إليها وقت الحاجة. كما أن مقدمي الخدمة يتعاملون مع التأمين بشكل يدوي ومعقد، والشركات ليست قادرة على متابعة ما يتم إنفاقه على صحة الموظفين...

5 طرق لاستخدام الذكاء الاصطناعي لتطوير شركتك الناشئة

يشهد عالم ريادة الأعمال اليوم سباقًا محمومًا نحو الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي، التي أصبحت عنصرًا أساسيًا في نجاح الشركات الناشئة، وليس مجرد رفاهية تقنية. فبينما كان الذكاء الاصطناعي في الماضي حكرًا على الشركات الكبرى التي تمتلك ميزانيات ضخمة، أصبح اليوم في متناول الجميع بفضل الأدوات السحابية والمنصات المفتوحة. لكن السؤال الذي يواجه كل رائد أعمال هو: كيف يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي بذكاء؟ في هذا التقرير، نستعرض خمس طرق عملية يمكن من خلالها للشركات الناشئة أن تستفيد من الذكاء الاصطناعي لتطوير أعمالها، وزيادة كفاءتها، وتحسين قدرتها على المنافسة. أولًا: استخدام الذكاء الاصطناعي في خدمة العملاء تعد تجربة العملاء من أهم عناصر النجاح لأي شركة ناشئة. وهنا يأتي دور الذكاء الاصطناعي في تحسين التواصل مع العملاء من خلال أدوات مثل Chatbots أو المساعدين الذكيين الذين يمكنهم الرد على الاستفسارات بشكل فوري وعلى مدار الساعة. هذه الأدوات لا تقتصر على الرد الآلي فحسب، بل تتعلم من سلوك العملاء لتقديم إجابات أكثر دقة بمرور الوقت. فعلى سبيل المثال، يمكن لشركة ناشئة تعمل في التجارة الإلكترونية أن ت...